محطة الصخور المنقوشة "حاسي الكْرَيْمَة".
واحدة من محطات الصخور المنقوشة بالأطلس الصحراوي، والتي لا تجد نفسك إلا وأنت واقف بذهول أمام روعة مكانها وجمال نقوشها.
تقع المحطة شمال شرق بلدية رباوات دائرة الأبيض سيد الشيخ، ولاية البيض، على مسافة 25 كلم، تم اكتشافها لأول مرة من طرف عالم الإنسان الألماني فروبينيوس "Leo Frobenius" سنة 1925م، بعدها خضعت لدراسة وصفية من قبل عالم الأحياء الفرنسي Rymond Vaufrey سنة 1939م، ومنذ ذلك الحين صارت مزارا للعديد من علماء آثار ما قبل التاريخ على غرار العالم الفرنسي هنري لوت "Henri Lhote" الذي زارها سنة 1955م ثم قدمها في كتابهLes gravures rupestres du Sud Oranais سنة 1970م. ثم العالمة الجزائرية مليكة حشيد سنة 1992، وعالم الطبيعة و الجيومورفولوجيا François Soleilhavoup سنة 2003م ثم الباحثة في عصور ما قبل التّاريخ فاطمة الزّهراء خالد، والتي جاءت دراستها في إطار أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع تمثّلات الجاموس العتيق في النّقوش الصّخرية بالأطلس الصّحراوي، جامعة بمونتيبوليي بفرنسا سنة 2011.
تضم المحطة مجموعة من نقوش حيوانات العصر الحجري الحديث، كالجاموس، الظباء، وحيد القرن، كباش متوجة، كلاب، وطائر النعام، وصور منممة غير واضحة المعالم تم تجسيدها على مساحة إجمالية تقدر بحوالي مائة متر مربع، كما تدل كثافة النقوش المتواجدة على الجدارية أن المكان قد تم استغلاله من قبل إنسان العصر الحجري لأمد طويل، ربما يرجع سبب ذلك توفر منابع مياه هامة في تلك الفترة، ونظرا للطبيعة الجيولوجية للجدارية المكونة من الرمال الرسوبية الخشنة، فإن العوامل الطبيعيىة قد ساهمت في ارتفاع درجة تآكل الجدارية في بعض الأماكن، إلا أن ذلك لم يمنع من التعرف على الأنماط أو الأساليب الثلاثة للفترة الطبيعية القديمة للعصر الحجري الحديث والتي تم على أساسها تم إنجاز هذه النقوش عبر فترات طويلة وهي: الفترة الطبيعية الكبرى (الجاموس العتيق)، الفترة الطبيعية المنممة، وأسلوب تازينة.
يقدر سوليفوب "François Soleilhavoup" تاريخ المحطة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
أحمد عقون.
https://youtu.be/8ahY9an48ic
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق