محطة الصخور المنقوشة: خلوة سيد الشيخ. بلدية رباوات.
تقع المحطة شمال مدينة رباوات، بلدية
رباوات دائرة الأبيض سيد الشيخ، ولاية البيض الجنوب الغربي الجزائري الأعلى.
هي من أهم محطات الصخور المنقوشة
بالأطلس الصحراوي التي أثارت اهتمام العديد من علماء آثار ما قبل التاريخ، تتواجد
المحطة في منتصف هضبة صخرية كبيرة، على بعد 1.5 كلم من بداية الطريق الوطني رقم 68
أسفلها يوجد مزار يقال أن سيد الشيخ (عبد القادر بن محمد) اتخذه كمكان للعبادة
والخلوة فسمي المكان باسم "خلوة سيد الشيخ".
تم اكتشاف المحطّة من طرف النقيب
الفرنسي Ribaut سنة 1929م، وفي سنة 1935م قدّمها عالم
آثار ما قبل التاريخ Raymond Vaufrey للمجمع العلمي في كتابه عصر الفن
الصخري في شمال إفريقيا، بعدها العالم هنري لوت (Henri Lhote) سنة 1955م والذي أعاد زيارتها ثانية
سنة 1964م، ثم العالمة الجزائرية مليكة حشيد سنة 1992، وعالم الطبيعة و
الجيومورفولوجيا François Soleilhavoup سنة 2003م، ثم العالمة Léone Allard-Huard وزوجها Paul Huard سنة 1980م، ثم الباحثة في عصور ما قبل
التّاريخ فاطمة الزّهراء خالد، والتي جاءت دراستها في إطار أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه حول موضوع تمثّلات الجاموس العتيق في النّقوش الصّخرية بالأطلس
الصّحراوي جامعة بمونتيبوليي بفرنسا سنة 2011.
كما زارها الكاتب الشاعر والفيلسوف
الفرنسي Michel-Georges Bernard سنة 1973م والتقط لها العديد من الصور.
تضم المحطة مجموعة من نقوش العصر
الحجري الحديث، ترجع لمرحلة الجاموس الطبيعية التي يقدر تاريخها بين 5000 و8000
سنة قبل الميلاد -حسب مقياس هنري لوت-
يصفها François
Soleilhavoup بأنها واحدة
من أكثر المحطّات المميّزة لأسلوب الطّبيعة التصويرية..
تم إنجاز النقوش داخل مخدع حجري على
جدارية من الصّخر الرّملي الأحمر بخطوط غائرة مصقولة مع صقل داخلي لجسم الحيوان،
وهي تضم أشكالا مختلفة من مشاهد الحياة اليومية في العصر الحجري: جواميس بالحجم
الطبيعي، فيلة، كبشين متوّجين بهالة فوق الرأس، الكبش الذي يظهر وسط المحطة توّج
أيضا بوشاح لا يظهر جيدا بفعل تدهور الخطوط وهو بنفس مورفولوجية كبش بوعلام،
يتقدمه رجل مقنّع يضع ريشا على رأسه ويحمل كنانة لحمل السهام على ظهره ويمسك بذيل
نوع من الظباء المرجح أنه عنزة أو أنثى ظبي بري، إضافة إلى نقش لخنزير بري بأسلوب
طبيعي والذي نادرا ما شاهدناه في محطات الأطّلس الصحراوي المنقوشة.
المحطّة رغم أهميتها العلمية
والأثرية، إلا أنها للأسف الشّديد تعرّضت للتخريب وللتشويه من قبل الإنسان، الأمر
الذي يتطلب تكاثف الجهود للحفاظ على ما تبقى من نقوش بالمحطة، وذلك من خلال
التحسيس بأهميتها ونشر الوعي الثقافي والعلمي بين أوساط المجتمع.
أحمد عقون أفريل 2020.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق