عمرها يتجاوز أهرامات مصر بـ 2500 سنة على أقل تقدير، وهي أول محطة للصخور المنقوشة تكتشف عالميا. 
جدارية الحجرة المكتوبة ببلدية تيوت دائرة العين الصفراء ولاية النعامة -الجزائر-
في مثل هذا اليوم، 25 أفريل من سنة 1847م، وهنا بواحة تيوت، اكتشف الدكتور فليكس جاكو الذي كان ضمن طلائع جيش الجنرال الفرنسي كافينياك في جولته الاستطلاعية الاستعمارية للمنطقة، اكتشف صدفة ولأول مرة في التاريخ محطة الصخور المنقوشة المعروفة بـاسم: "الحجرة المكتوبة" ومنذ ذلك الزمن، بدأ الإنسان الحديث يهتم بما يعرف اليوم بعلم الفن الصخري لعصور ما قبل التاريخ. 
يجهل الكثير من علماء الآثار الأجانب والباحثين في علوم ما قبل التاريخ، أن جدارية النقوش الصخرية المتواجدة ببلدية تيوت -الجزائر- هي أول محطة تكتشف على المستوى العالمي، لأن ما هو متعارف عليه بينهم، هو أن مغارة ألتميرا بإسبانيا هي أول اكتشاف لفن ما قبل التاريخ في العالم سنة 1869م، وسبب وقوعهم في ذلك الخطأ العلمي التأريخي في اعتقادي، هو أن المجلات العلمية الأثرية المتخصصة كانت تعتبر مغارة ألتميرا هي أول مغارة للرسومات الصخرية يتم اكتشافها، قصدهم في ذلك أنها أول مغارة وأول رسوم صخرية، وليس أول نقوش صخرية، فالفرق واضح بين الرسوم الصخرية والنقوش الصخرية ( Les gravures rupestres, et Les peintures rupestres) فالأولى تستعمل فيها الألوان الطبيعية وتتواجد داخل الكهوف والمغارات، فيساعد ذلك في حفظها من التلف والاندثار جرّاء العوامل الطّبيعية، والثّانية تُجسَد عن طريق الحفر أو النّقر على أوجه الجداريات الصّخرية مما يمنحها حماية طويلة الأمد في وجه هذه العوامل. 
كما أن الدعاية الإعلامية الغربية، وبدافع الاستعلاء والتمييز، لم ترض أن يعود شرف أول اكتشاف علمي إلى بلد يقع جنوب القارة الأوربية الجزائر خاصة، وإفريقيا عامة، خاصة بعد أن أصبحت الجزائر مستقلة عن فرنسا، الأمر الذي ساهم في بقاء من هذه المحطة على الهامش منسية لا يعلم قيمتها إلى القليل. 
الحجرة المكتوبة كما سماها فليكس جاكو يومها، وهو الاسم الذي عرفه بها أبناء تيوت وهم الذين دلّوه على مكانها، أبهرته نقوشها فلم يجد تفسيرا لسبب وجود حيوانات منقرضة منذ عصور قديمة بهذه الجدارية، كالفيل والأسد ووحيد القرن.. وذلك لأن علم النقوش الصخرية لم يكن معروفا يومها، فاعتبر أن من قام بنقش تلك الرسوم إما الرومان أو كائنات ماورائية لا يعلم أصلها. 
ومن محاسن الصدف أن هذه المحطة قد تصنيفها في هذه السنة من بين المعالم الأثرية المحفوظة ضمن التراث الوطني الثقافي، هذا التصنيف -وإن جاء متأخرا- سيساهم في الحفاظ عليها وفي التعريف بها، على أمل أن يتم تصنيفها ضمن التراث العالمي الإنساني من قبل منظمة اليونسيكو، خاصة بعد أن تطرقت إليها مجلتها الثقافية في عددين منفصلين الأول سنة 1984م والثاني سنة 1998م وبسبب الظروف الأمنية التي مرت بها بلادنا خلال العشرية السوداء تم للأسف توقيف إجراءات تصنيفها منذ تلك السنة. 
ملاحظة: ثاني محطة للصخور المنقوشة تم اكتشافها، هي محطة أم البرايم بقلعة الشيخ بوعمامة يومين فقط بعد اكتشاف محطة تيوت من قبل فيليكس جاكو نفسه.

أحمد عقون. ماي 2023












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق