وثيقة بسيطة على هامش النسيان، تكشف عن كنز تاريخي هام لمنطقة الجنوب الغربي الجزائري الأعلى.
كانت هذه الوثيقة مخبأة في جوف قصبة عتيقة لتحفظتها من عوامل الزمن والاندثار منذ ما يقارب الثلاثة قرون، في بيت السيد بودواية الطيب ولد عبد الرحمن من مواليد سنة 1947م من عرش اولاد سيد تاج ببلدية تيوت، والذي انتقلت ملكيتها إليه عن طريق والده عن أجداده، وهي عقد توثيق لبيع عين حجاج الواقعة جنوب بلدة تيوت حوالي 12 كلم بعد أن اشتراها سيد التاج ابن سيد الشيخ من أحد أعيان اولاد التومي من قبيلة اولاد الشحمي العمور.
الوثيقة هذه إضافة إلى غيرها من الوثائق، كانت محل دراسة جمعتني مع الصديق الأستاذ الشريف بن واز في ورقة علمية وصلتني مؤخرا النسخة الورقية منها بعد أن صدرت في العدد الثاني لهذه السنة من مجلة "الدراسات الإسلامية" الصادرة عن المجلس الإسلامي الأعلى، والتي يرأس تحريرها البروفيسور القدير عبد القادر بوعرفة.
هذه الوثائق التي تنشر لأول مرة، تحمل خط وتوقيع علم من أعلام الجزائر في القرن الثامن عشر هو الصوفي والمحدث والكلامي المنور التلمساني الذي تصدى للتدريس بالأزهر الشريف سنوات طويلة وتوفي هناك بمصر، والذي أخذ عنه جلة من أعلام تلك الفترة منهم عبد القادر المشرفي أستاذ أبي راس الناصري والمرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس، والذي أثبتت الوثائق أنه لبث في منطقتنا بين قصري الشلالة وتيوت قرابة أربع سنوات، مما ينفض الغبار عن بعض من تاريخنا المحلي والوطني المنسي.
ولم نقتصر في هذه الورقة على إبراز مروره بمنطقتنا بل ذهبنا أبعد من ذلك إلى تحري المصادر الأولى التي أشارت له، وحاولنا أن نبرز بأكبر قدر من الدقة ما استطعنا استنباطه عن حياته ومكانته، وأن نضع له ترجمة مفصلة حتى نعيد لهذه الشخصية قدرها الذي يتناسب مع الشهرة التي كان يتمتع بها آنذاك في العالم الإسلامي.
ولولا التزامنا بحجم المقال المطلوب في المجلة لقدمنا للقارئ تفاصيل أوفى، ولعل هذه الورقة ستتطور إلى فصل كامل في كتاب يلقي مزيدا من الضوء على هذه الشخصية المهمة التي طواها النسيان للأسف.
ننصح المهتمين والمشتغلين في الحقل أن يعودوا للورقة كاملة على الرابط التالي حيث سيجدون أيضا الوثائق التي ذكرنا بدقة من يحوز عليها في منطقتنا:
نشكر مجلة الدراسات الإسلامية وطاقم تحريرها على تثمينهم لهذا البحث العلمي غير المسبوق في مجاله عن منطقتنا، كما نشكر السادة الطيب بودواية والحبيب جبري وعبد الصمد بوبكري على وضعهم هذه الوثائق بين أيدينا وثقتهم الصادقة فينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق