طابع بريدي يحمل صورة لواحة تيوت سنة 1925

 في سنة 1925م أصدرت إدارة الاحتلال الفرنسي طابعا بريديا يحمل صورة خلابة لواحة تيوت، وذلك بعد أن عمت شهرتها السياحية كافة ربوع الجزائر وفرنسا يومها، وأعتقد أنها المكان السياحي الوحيد في المنطقة الذي خصّته الإدارة الفرنسية بطابع بريدي.

قبلها وبما يقارب الثمانين سنة وفي أول حملة عسكرية فرنسية استطلاعية بقيادة الجنرال كافينياك سنة 1847م كتب الدكتور فليكس جاكو الذي كان من بين مرافقي الجنرال مندهشا بروعة المناظر الطبيعية وهو على مشارف قصر تيوت:
"واحة تيوت هي الأكبر والأغنى والأكثر خصوبة والأكثر روعة من بين كل ما زرناه في رحلتنا، على مساحة 55 هكتار، إنها مثل واحة عسلة محمية من جميع الجوانب بهضاب صغيرة أو أكوام من التراب الأحمر أو الحجر الرملي من نفس اللون..
وفي موضع آخر يقول: "تعتبر واحة وحدائق تيوت هي الأفضل من بين واحات سيد الشيخ، إذ تحتوي على أزيد من 5000 نخلة في مجموعات جميلة مشكلة غابة كثيفة يصل علوها لأكثر من 25 متر وبعض أشجار الكروم الكبيرة ملفوفة أسفل جذوعها ومتساقطة بأغصانها الغليضة، وقد قام الإنسان بتشكيل فروعها الطّرية على شكل تعريشات يسهل الوصول إليها، نجد الأشجار المثمرة في تشكيلة جد متنوعة تحت النخيل، إذ نجد أشجار المشمش، البرقوق، الخوخ، اللوز، الرمان، وكذا أشجار التين والتفاح، فالأرض هنا ليست جرداء كما في عسلة بل تنتشر فيها زراعة الخضار، أناقة عناقيد التمر المنقسمة والمتأرجحة في زرقة السماء رائعة فوق كل هذه الخضرة من أوراق أشجار الفاكهة الكثيفة الملتصقة بأوراق العنب مشكلة قوسا آخر تحت الأول، والبرودة منبعثة من ينابيع الماء الجاري عل السطح، هذا الخليط العبثي وهذا الغنى من الطبيعة البدائية، لهما جذب خاص لا يمكنك مقاومته بسهولة"
أما اليوم ورغم تراجع مساحة الواحة وتناقص أعداد النخيل وجفاف العديد من منابع المياه الطبيعية، إلا أن تيوت لاتزال شامخة صامدة في وجه العدم، وكأن الطبيعة جمعت عبقريتها فكانت هي تيوت.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق