محطة الصخور المنقوشة بلقراد، بلدية عسلة، ولاية النعامة، الجنوب الغربي الجزائري الأعلى.


تقع المحطّة جنوب قرية "بلڨراد" والتي كانت في زمن الاستعمار الفرنسي عبارة عن بئر يتزود منها البدو الرّحل بماء الشّرب ويسقون منه ماشيتهم، يومها كانت تسمى بحاسي بلڨراد، وهي تبعد عن بلدية عسلة جنوبا بـ 17 كلم، بحيث تتواجد بها إحدى أهم محطّات الجاموس العتيق التي تؤرخ لأقدم مراحل الفنّ الصّخري بالأطلس الصّحراوي.

فعلى مجموعة من الصّخور المتجاورة والمنفصلة عن بعضها البعض، تتواجد نقوش لاثنين من الجواميس بالأسلوب الطّبيعي التي تم إنجازها عن طريق خطوط غائرة عميقة ومصقولة، إضافة إلى نقش لغزال أنجز بأسلوب تازينة، واثنين من الظّباء في صخرة واحدة، فيل بأسلوب تازينة، ونقش لحيوان غير مكتمل بجواره شكل يرجّح أنه لكبش متوّج بنوع من الرّيش على رأسه.
تم اكتشاف المحطة لأول مرة من قبل الباحثين J. Iliou و G. Lefebvre سنة 1972م واللّذين قدّما دراسة حول 05 محطات للصخور المنقوشة بمنطقة بوسمغون من بينها محطة "حاسي بلڨراد"، بعد ذلك أشار إليها الباحث إليو في أطروحته حول الفنّ الصّخري بجبال القصور سنة 1982م. ثمّ في سنة 2011م خضعت المحطّة لدراسة من قبل الباحثة في عصور ما قبل التّاريخ فاطمة الزّهراء خالد، والتي جاءت دراستها في إطار أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع تمثّلات الجاموس العتيق في النّقوش الصّخرية بالأطلس الصّحراوي جامعة "Paul Valéry" بمونتيبوليي بفرنسا.
يجمع أغلب علماء آثار ما قبل التّاريخ على أنّ مرحلة الجاموس العتيق والمرحلة الطّبيعية المعروفة بأسلوب تازينة، تعدّان من أعرق وأقدم مراحل الفن الصّخري في الأطلس الصّحراوي والتي يقدر تاريخها ما بين 6000 إلى 8000 آلاف سنة قبل الميلاد.
المحطّة وبفضل العناية التي يوليها لها أهالي القرية لا تزال ولحسن الحظّ في حالة جيّدة لولا بعض التآكل الذي طالها بفعل العوامل الطّبيعية عبر مرّ الزمن، إذ يقوم أهل القرية بمراقبتها تطوعيّا على مدار اليوم وحمايتها من لصوص الآثار والمخرّبين والعابثين الذين أغلبهم هم من الباحثين عن وهم الكنوز المزعومة.
فشكرا لأهالي قرية بلڨراد على ذلك.
أحمد عقون 
فبراير 2020














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق