فترة فجر التاريخ في الجزائر-حالة تساؤل

د. عزيز طارق ساحد
أستاذ محاضر - معهد الآثار –جامعة الجزائر
المقدمة
تزخر الجزائر بعدد كبير من المعالم الجنائزية لا تعد و لا تحصى و هي موزّعة عبر كل مناطق التراب الجزائري مع تجمعات مختلفة، غير أن الشرق الجزائري يحظى بتمركز هام لهذه المعالم الجنائزية، مما سمح اكتشاف عدد كبير من المقابر خلال القرنين التاسع عشر و العشرين خاصة في الجنوب و في الشرق القسنطيني (رأس عين بومرزوق و سيلا و بوشان و سيغوس و بونوارة و غاستيل و محيجبة و ايشوكان و الدوسن و سفيان و الزوي و الشمرة و غيرها).
تعد المعالم الجنائزية لفترة فجر التاريخ قليلة البحث و الاهتمام بالجزائر رغم الأعمال التي قام بها الباحثون الأوائل في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين، حيث اهتموا بالمعالم المكتشفة عن طريق الصدفة و التي كانوا يجدونها في طريقهم و مسالكهم خلال استكشافاتهم.
تعود ندرة و قلة الأبحاث الأثرية في الجزائر إلى ظروف و مشاكل متعددة من جهة، و إلى المحيط الصعب و الحالة السيئة للمواقع الأثرية من جهة ثانية، مما يعيق البحث الأثري عن بقايا المرفقات الجنائزية و بقايا الهياكل العظمية و غيرها. إلى جانب ذلك، فإن العمل في وسط بيئي شبه جاف و جاف يعرقل إجراء حفريات و تنقيبات منتظمة في ظروف جيدة.
لقد أجريت تنقيبات في هذه المعالم الجنائزية بطريقة غير علمية و غير قانونية أدى إلى إتلافها و ضياع محتوياتها من جهة و تعرّضها للنهب و السرقة من جهة ثانية.تعرف المعالم الجنائزية في الجزائر عامة بعدة تسميات أهمها الرجم و المزارة و الجدر و هنشير، قبور الرومية، قبور الجهالة و يعتبر هذا المصطلح الأخير الأكثر تداولا في مناطق الجزائرية.
لقد أثبتت الحفريات التي أجريت في المعالم الجنائزية في الجزائر أن المرفقات الجنائزية التي تم اكتشفها لم تشد اهتمام الباحثين و لم تجلب أنظارهم، حيث راعوا في دراساتهم التصميم المعماري من حيث المظهرين الداخلي و الخارجي اللّذان كانا يتميّزان بالتنوع و الأهمية من حيث الشكل العام بالنسبة إليهم حيث أعطيت عدة تفسيرات و أوصاف حول أنواع و أنماط المعالم الجنائزية المختلفة التي تتميّز بعمارة متعددة و معقدة.
يجدر القول في هذا المضمار أن أبحاث فجر التاريخ في الجزائر اقتصرت فقط على المعالم الجنائزية الكثيرة و المتنوعة في نفس الوقت، حيث أهمل الباحثون دراسة آثار المسكن و المخلفات الزراعية و غيرها من المخلفات التي يمكن أن تسلّط الضوء على جوانب مختلفة من حياة شعوب فترة فجر التاريخ،علما أن الجزائر عامة تكتنز عدة شواهد تعود لفترة فجر التاريخ، و التي يمكن أن تقدّم معلومات تفيد في معرفة مختلف جوانب نشاطات و حياة الإنسان اليومية بالإضافة إلى التنظيم الاجتماعي لهذه الشعوب خلال الأزمنة الغابرة.
و مما تجدر الإشارة إليه فإن علم الآثار في فترة فجر التاريخ يسعى إلى البحث عن البنيات الجنائزية للمعلم، و يعتمد على الفضاء القبري و الديني و المقدّس و التأبيني. فيقوم المختص في فترة فجر التاريخ بجمع أقصى ما يمكن من الوثائق المادية الموجودة في التراب حتى يتسنى له إعادة تشكيل الطقوس الجنائزية و التعرّف على الرعاية التي حظي بها الميت في عملية الدفن، التي تبيّن و توضّح التفكير الذي كان سائدا آنذاك حول الحياة الأخرى مما يدل على دفنه بجانب مرفقاته اليومية كالفخار و الحلي والأسلحة و غيرها من الأدوات التي كان يستعملها في حياته اليومية.
أما فيما يخص الجهود العلمية حول هذا الموضوع فهي قليلة مقارنة بما أنجز في مجال فجر التاريخ في أوروبا، و قد حاول الباحثون المساهمة في إبراز بعض الجوانب المعمارية منها، لكنها تبقى دراسات سطحية و غير معمّقة في غياب التأريخات و العلوم الحديثة المساعدة، مثل الأنتروبولوجية الفيزيائية غير أن هذه الأعمال تبقى مفيدة.
I .تاريخ الأبحاث
يشكّل تعريف فجر التاريخ في بلاد المغرب موضوع جدال كبير بين الباحثين الذين اهتموا بهذه الفترة و تكمن صعوبته في تعيين الحدود الكرونولوجية حيث نجم عنه صراع كبير رغم الدراسات التي اعتمد عليها الباحثون.يتّفق جلّ الباحثين عن وجود فترة فجر التاريخ في بلاد المغرب التي تنحصر بين نهاية العصرالحجري الحديث(1) و الفترة البونية(2)، في حين تبقى نهايتها مبهمةو مجهولة، و يرجع ذلك لأسبابعديدة و مختلفة مرتبطة بظهور الكتابة و نهاية عصور ما قبل التاريخ، و أصبحت هذه الفترة تعد من أصعب الفترات في البحث الأثري، و ذلك راجع بالدرجة الأولى إلى النقص الكبير في المعطيات الأثرية و قلة الحفريات إن لم نقل انعدامها في الجزائر(3).
1. الأبحاث القديمة
فيما يخص الأبحاث القديمة التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين، قامت شخصيات عديدة من أطباء وعسكريينو إداريين و بعض الأقلية من المختصين، باكتشافات علمية عديدة بالجزائر و لا سيّما في الجزائر الشرقية. و كانت كلها غير مراقبة و غير قانونية حيث سبقت الحفريات الأثرية العلمية المنتظمة سعيا وراء ذلك للبحث عن الكنوز، مما أدى إلى تدمير عدد معتبر من المعالم الجنائزية، و منالأمثلة الكثيرة المتداولة عند الباحثين يمكننا ذكر البعض منها، و يقولLéon L’Africain في هذا الصدد أن هناك مؤسسة تابعة لزاوية توجد بمدينة فاس بالمغرب الأقصى متخصصة في حفر هذه المعالم الجنائزية(4)، و أكد عليها العديد من الباحثين الذين اهتموا بهذه الفترة، ومنبينهم P. Tommasiniأثناء قيامه بأبحاث في منطقة معسكر بالغرب الجزائري، يقول أنه تم حفر العديد من المعالم الجنائزية من طرف أشخاص مجهولي الهوية يبحثون عن الكنوز ليلا، جاءوا من المغرب الأقصى مرفقين بمعلومات و معطيات (5) ، و هذه القصة متداولة كثيرا في الأوساط الشعبية بمناطق الأوراس لاسيّما في منطقة نقاوس و منطقة ايشوكان.
لقد أهتم الهواة و الباحثون بالمعالم الجنائزية في الجزائر و كان أولهم في القرن الثامن عشر الدكتوT. Shaw ( 6)و الذي يعد أول باحث من وصف دولمان موقع بني مسوس (7) ، ثم يليه في القرن التاسع عشر الطبيبJ. L. Guiyon الذي كان يرافق الجيش الفرنسي في حملاته بالتراب الوطني، و كانت بداية أعماله هو اكتشاف أولى المعالم الجنائزية في ضواحي الجزائر التي نسبها إلى الغاليين(8)، يضاف إليهما العسكري Rozet الذي سبقه في الإشارة إلى هذه المعالم الجنائزية(9).
و تعد الفترة الممتدة ما بين 1860 و 1900 من أهم فترات الاكتشافات في الجزائر حيث قام العديد من الباحثين و العسكريين أمثال:
L. Féraud ،De Boysson ،Faidherbe ، A. Letourneux ، Berbrugger ، Reboud ، Bourguignant ، Payenو غيرهم بأعمال حفريات و بحث في الكثير من المقابر بالشرق الجزائري و من أهمها: الركنية و رأس الواد بو مرزوق و غاستيل و بونوارة و ايشوكان و غيرها، و قد نشرت جل المقالات في مجلة:
« Recueils, mémoires et notices de la société archéologique de Constantine » .
نسب L. Féraud هذه المعالم الجنائزية إلى الحضارة الغالية– الرومانية (Gallo –Romains) التي يقول أنها انتشرت بشمال إفريقيا، غير أن ذلك التأكد ليس له مدلول علمي(10)، و تطرق A. Letourneux (11) لمسألة أصل هذه المعالم الجنائزية الذي يؤكد أنها بربرية الأصل، كما قامFaidherbe L. بدور كبير في تعريف المعالم الجنائزية بالشرق الجزائري خاصة مقبرة الركنية التي أجرى فيها عدة حفريات حيث أثبت أن هذه المعالم الجنائزية خاصة الدولمان منها تعود إلى السكان الأصليين و هم البربر القدماء، باعتماده على دراسة مقارنة لجماجم عثر عليها في المعالم الجنائزية(12).
أما فيما يخص مناطق الأوراس، فقد تم التحري و التفتيش الأثري فيها مع توغل الاحتلال الفرنسي في المناطق الصعبة، حيث تمت هذه العمليات على يد عسكريين من أهمهم: Delamareو Carbuccia و Payen و J. Jullienو L. Rinn و ٍVercoutre و Vaissière و غيرهم، دون أن لا ننسى أيضا دور ضباط الوحدات الطبوغرافية الذين قاموا بعمل هام أثناء إنجازهم للخرائط الطبوغرافية مشيرين بذلك إلى المعالم الجنائزية برمز p . و كان للباحث E. Masqueray (13) دور كبير في تعريف الأوراس فيمختلف جوانبه جغرافيا و أثريا و اجتماعيا...(14).
و في بداية القرن العشرين، انفرد St. Gsell بمكانة مرموقة و رائدة على رأس البعثة الأثرية ببلاد المغرب، كما أنه يعتبر من أول الباحثين الذي نجح في جمع أكبر قدر من المعلومات و إثرائها، حيث ألّف أولى الكتب العلمية بشأن المعالم الجنائزية و حياة شعوب فجر التاريخ في غضون القرون الأخيرة قبل الميلاد، و هذا في الجزأين الخامس و السادس للتاريخ القديم في شمال إفريقيا، معتمدا على المعطيات التي جمعها باحثو القرن التاسع عشر و القرن العشرين. و قد تمكّن من وضع تصنيف أوّلي للمعالم الجنائزية مصحوبا بأهم توزيعاتها الجغرافية، ثم تصنيف ثان أكثر وضوحا من التصنيف الأول، و يعد طرحه دعما أكيدا لا غنى عنه لباحثي فجر التاريخ(15).
و تعد أبحاث St. Gsell من أهم الأبحاث في مجال فجر التاريخ من حيث الإثراء و المنهجية، حيث قدّم فيها توضيحات هامة معتمدا على النصوص القديمة فيما يخص نمط معيشة شعوب فجر التاريخ و أهمية دور المجتمعات الريفية في بلاد المغرب(16).
وقد أشار G. Camps إلى ملاحظة هامة و هي أن St. Gsell هو مؤرخ و ليس أثري(17) و هذا رغم نشره لمقال يصف فيه حفريات جثى موقع بوغار بضواحي قصر البخاري(18). و قد تم التأكّد من ذلك بعد مقارنة المعطيات الخاصة بمواقع فجر التاريخ في مناطق الأوراس بتلك المذكورة في أطلسه الأثري، إذ يظهر أنه لم يزر الأوراس و لم يحدّد المعالم الجنائزية بالضبط كما أنه لم يقم بوصفها و لم يحصيها بدقة.
و في الفترة الممتدة من سنة 1910 إلى 1950 أجريت تنقيبات أثرية في الدولمان و البازينات و الجثى قام بهاشخصيات عديدةأمثال M. Reygasse و A. Debruggeو ‎Le DuR.وP. Roffo وDr. Marchand و غيرهم ممنساهم في إثراء المراجع الأثرية.
و بالنسبة M. Reygasse فقد قدّم من جهته معارف جديدة بشأن المعالم الجنائزية الموجودة بالصحراء، و التي لم تكن معروفة من قبل حيث أطلق عليها تسمية الما قبل الإسلامية لشمال إفريقيا عوض مصطلح فجر التاريخ، و يعد موقع تيت الموجود شمال تمنراست من أهم المواقع التي أهتم بدراستها و قام بحفر معالمها الجنائزية(19).
و فيما يخص مناطق الأوراس، فإن أهم الأعمال الميدانية التي أجريت هي تلك التي قامت بها الفرقة الألمانية و التي كان يترأسها L. Frobeniusفي سنة 1916 (20) ، إذ قدّمت نتائج هامة تتعلّق بحفرياتو دراسات المعالم الميغاليتية الخاصة بمقبرة ايشوكان(21).
و انطلاقا من النصف الثاني من القرن العشرين، تكاثفت الأبحاث في فترة فجر التاريخ و عرفت تقدّما كبيرا، إذ أجريت أشغال حفريات عديدة بمقابر موقعي بني مسوس و بونوارة و غيرهما التي عرفت نتائج هامة. إضافة إلى ذلك فقد تم إجراء استكشافات عديدة بمناطق سطيف و قسنطينة و بوسعادة بضواحي الهامل و فرندة بمنطقة تيارت و معسكر و بني صاف(22).
و لقد أثار G. Camps قضايا أكثر أهمية و إشكاليات مبهمة و غامضة في فترة فجر التاريخ، و خاصة تلك المتعلقة بالتعمير البشري المعروفة جيّدا في هذه الفترة و إبان عهد الإمبراطورية الرومانية، فأضاف في رسالته معطيات كثيرة و متنوعة حول مختلف آثار فجر التاريخ لبلاد المغرب. و يبدو أن السكان الريفيين كانوا قد حافظوا بأمانة على تقاليدهم و أساليب معيشتهم إلى فترات متأخرة، و هذا ما يصعب التدقيق في الحدود الزمنية.
و قد أستطاع G. Camps أن يعرّف الفترة الكالكوليتية على أنها مرحلة انتقالية بين العصر الحجري الحديث و فجر التاريخ، عندما استعمل الإنسان صناعة الحجارة و النحاس في وقت واحد، كما تؤكده الاكتشافات في مواقع العصر الحجري الحديث في الساحل الغربي الجزائري(23).
2. الأبحاث الحديثة أو ما بعد الاستقلال
تعد الأبحاث في مجال فجر التاريخ بعد الاستقلال قليلة جدا إذا ما قورنت بالأبحاث القديمة، و كل ما هو معروف من أبحاث يمكن ذكر أعمال J. P. Savaryالذي قدم طرحا جديدا في دراسة المعالم الجنائزية في موقع فدنون بمنطقة الطاسيلي- نازجر، حيث تمكّن أن يحصيها معتمدا على الصور الجوية، كما أبرز توزّعها الفضائي بالمنطقة، بالإضافة إلى ذلك فقد أوضح بأن الصّور الجوية ما هي إلا وسيلة تحضيرية ضرورية قبل بداية الحفرية حيث تصطدم بجملة من العقباتالتي تشوّه المعطيات في كثير من الأحيان(24)، و منذئذ لم يعد يهتم إلا قليل من الباحثين بهذه الفترة.
تلت هذه الأبحاث بعض الاستكشافات لبعض مواقع فجر التاريخ، في الشرق و في الوسط الجزائري خلال سنوات التسعينات، تضمنت الأولى اكتشافات منطقة نقاوس لجبال بلزمة بشمال غرب الأوراس، حيث تمت حفريات منتظمة بمقبرة سفيان خلال سنتي 1991 و 1992(25)، أما البحث الثاني فتضمن أعمال ميدانية بمنطقة آشير بنواحي عين بوسيف حيث تم العثور على مواقع كثيرة، و إجراء تنقيبات لبعض المعالم الجنائزية خلال سنتي 1991 و 1992 كذلك(26).
و أعقبت هذه الأعمال في سنوات 2005 و 2007 و 2008 أعمال أخرى تم من خلالها اكتشاف مواقع جديدة و عديدة غير معروفة بمنطقة الأغواط بجبل الميلق و الحويطة و وادي مزي و غيرها، خاصة أعمال التحري و التفتيش و حفريات لمنطقة وادي مزي التي لم يشر إليها الباحثون من قبل، رغم أهميتها من حيث عدد و تنوّع المعالم الجنائزية فيها و نظامها المعماري(27).
هذا، و قد أتاح الاستكشاف الذي أجري ما بين سنتي 2001 و 2007 بتحديد قطاعات شتى من مناطق الأوراس، و اكتشاف عدد معتبر من المعالم الجنائزية و تهييئات حجرية و حصون طبيعية و ملاجئكهوفية، تدل على ثراء كبير لا يزال في حاجة إلى بحثعلمي دقيق.و تشكّل هذه المعالم الجنائزية القسط الأكبر من آثار فجر التاريخ في الأوراس، حيث يوجد البعض منها في شكل مجموعات و البعض الآخر في شكل مقابر كبيرة أما البقية الأخرى فهي مبعثرة، أما المقابر الكبيرة فهي تغطي مساحات معتبرة في غالب الأحيان ، خاصة بجبال بوعريف و الأوراس و البوص و جبل أحمر خدو و خاصة بمنطقة نقاوس.
II . حالة معارف و أهم تعريفات فجر التاريخ
1 . تطور ظاهرة الدفن
عرف إنسان ما قبل التاريخ الشعور الديني مبكرا و رسخه أساسا في وجود المدافن(28) التي أقامها في دفن موتاه.و مع ظهور العصر الحجري القديم المتأخر في بلاد المغرب عامة و في الجزائر خاصة، نستطيع التحدث عن الحياة الروحية لإنسان ما قبل التاريخ.
فقد عثر على الكثير من الهياكل العظمية المحفوظة جيدا في العديد من المواقع التي تعود إلى هذا العصر، كما أنه يعتبر أول إنسان مارس شعائر و معتقدات محدّدة تدل على درجة عالية من التقدّم الفكري، و التي لم يعرفها أسلافه من قبل، إذ لم يترك أي أثر يدل على ظاهرة الدفن.
تعود مراسم الدفن و الطقوس الجنائزية الأولى في بلاد المغرب إلى العصر الحجري القديم المتأخر، حيث تم الكشف عن بقايا بشرية عديدة في موقع آفالو- بو-رمال بالقرب من بجاية(29) (شكل رقم:1). و قد أثبتت الأبحاث في أواخر القرن العشرين لهذا الموقع على وجود العديد من الهياكل العظمية تدل على ممارسات طقوسية خلال هذه الفترة(30)، و تكرّرت هذه الاكتشافات في عدة مواقع منها موقع تازة بساحل جيجل الذي تم العثور فيه على بقايا عظمية هامة(31) ، و موقع تافورالت بالمغرب الأقصى التي كشفت الحفريات فيها على عدد هائل من الهياكل البشرية في وضعيات مختلفة تدل عن ممارسات خاصة في الدفن(32)، و موقع افري نبارود الموجود بالريف الشرقي للمغرب الأقصى، حيث تم اكتشاف دفن أولي في وضعية جلوس متميزة بحالة حفظ جيدة (شكل رقم:2)(33).
شكل رقم:1. موقع أفالو- بو- رمال، تم اكتشاف 48 هيكل في المستوى H1 أغلبها كاملة في وضعية منطوية، ما عدا حالتين في وضعية ممدودة و وجدت واحدة في المستوى H.2 و الأخرى في المستوى H.28 .(Arambourg C. et Al., 1913.- Op. Cit., p.57)
و بحلول العصر الحجري الحديث، كان الموتى يدفنون في خنادق أو حفر محاطة بحجارة على شكل أضرحة، و من أهم الأمثلة على ذلك يمكن ذكر موقع كلومناطة بالقرب من سيدي الحسنيبمنطقة تيارت (شكل رقم:3)(34)، و موقع السخيرات(35) حيث تم اكتشاف أكثر من مئة هيكل مرفق بأدوات مختلفة تمثّلت أساسا في فؤوس مصقولة و قشور بيض النعام و أصداف بحرية مخرّمة و غيرها.
بالإضافة إلى ذلك فقد هيئت القبور تدرجيا إلى أن أصبحت تهيأ على شكل معالم جنائزية محضة(36)، بحيث تكون مقابر واسعة مثل مقبرة بونوارة و مقبرة الركنية و مقبرة سفيان و مقبرة ايشوكان بالجزائر الشرقية.
شكل رقم:2. رفع مدفن موقع افري نبارود الموجود بالريف الشرقي للمغربالأقصى،
عبارة عن دفن أولي في حفرة لامرأة كبيرة السن ذات قامة معتبرة.
(Ben Ncer A., 2004. – Op. Cit., p. 179, Fig. n° 4)
شكل رقم:3- رفع جانبي لموقع كلومناطة،
مع وجود أهم المدافن في المستوى الثالث.
(Cadenat P., 1954-1955.- Op. Cit., p. 265)
أما في المناطق الجنوبية الجزائرية و بالذات بالآهقار و الطاسيلي- نازجر، فقد تم تنقيب أشكال لمدافن من نوع الجثى و معالم جنائزية أخرى هائلة، و تم تأريخها إلى أكثر ما يزيد عن 5000 سنة قبل الحاضر، و يمكن ذكر على سبيل المثال موقع لوني بالآهقار حيث قامJ. P. Maîtreبتنقيب جثوة، و أرخت بقايا فحمية أعطت 5055 ± 85 سنة أي حوالي 3105 سنة قبل الميلاد(37).
كما قدّم الباحث عبد القادر حدوش(38) أعمالا حديثة، ساهم من خلالها على تسليط الضوء على بعض المعطيات الأثرية الهامة في هذا المجال، و الخاصة بتصنيف و تعريف المعالم الجنائزية في مناطق الآهقار بالقسم الجنوبي الجزائري(39).
تقتصر الأبحاث في فترة فجر التاريخ ببلاد المغرب في الغالب على المعالم الجنائزية التي تعتبر عديدة و متنوّعة، علما أن هذه المناطق الجغرافية الواسعة تزخر أيضا بوجود آثار لم تعط لها العناية الكاملة، و من أهمها البنيات السكنية و الفن الصخري و غيرهما.
تعد هذه الشواهد الأثرية مهمة بالنسبة لفترة فجر التاريخ التي لا يمكن الاستغناء عن دراستها و التدقيق في شأنها، إذ تفيدنا بمعلومات و معطيات عن مختلف النشاطات اليومية و التنظيم الاجتماعي لهذه الفترة الغامضة و الصعبة.
و مما تجدر الإشارة إليه أن علم الآثار في فترة فجر التاريخ يبحث عن كل المخلفات الأثرية خاصة المباني الجنائزية التي يمكن اعتبارها كفضاء ديني و مقدّس، و لكن في غياب النصوص المكتوبة أو الشفهية لدراسة المعتقدات الجنائزية، يلجأ الباحث المختص في فترة فجر التاريخ إلى جمع أقصى ما يمكن من المعلومات و الآثار، و كل التفاصيل الضرورية لإعادة تشكيل الطقوس الجنائزية.
إن الأهمية التي تحظى بها عملية الدفن مع المرفقات من أوان يومية كالفخار و الحلي و الأسلحة و غيرها التي كانت تحيطه في حياته الدنيا، تِؤكد فكر الميت و إيمانه بحياة أخرى بعد الموت والتي سيحتاج إليها، و المدفن سواء كان فرديا أو جماعيا فإنه يعتبر إبرازا لمعتقد ديني و شعائري و رابطة موجودة ما بين المتوفى و الأحياء.
و لذلك فإن الدراسة المثمرة في فترة فجر التاريخ تتطلب أعمالا ميدانية متتالية و كثيفة و أطروحات جديدة، مع الإحاطة بالمعطيات العامة و إبراز البيانات المتفق عليها في الكتابات أو المراجع السابقة، الموجودة لدينا منذ ما يزيد عن أربعين سنة، و القيام بحفريات كثيرة حتى نحصل من خلالها على نتائج مرضية تسمح بالمقارنة و التحليل من عدة جوانب.
و تبقى الإشكاليات العديدة و المختلفة للفترة التي نحن بصدد دراستها غير واضحة، لذا ينبغي إعادة النظر في موضوع المجادلة المشار إليه، خاصة في تأريخ المواقع التي أثبتت الإحصائيات على وجود تأريخات ضئيلة، و هذا ما يصعب توضيح الجوانب الغامضة لهذه الفترة(40).
2. أهم تعريفات فجر التاريخ
اهتم الكثير من المختصين ابتداء من بداية القرن العشرين بتوضيح مفهوم فجر التاريخ، و من الضروري أولا تحديد فترة فجر التاريخ في إطاريه الزمني و الثقافي.
و أول سؤال يطرح هو كيفية معرفة نهاية العصر الحجري الحديث و بداية فجر التاريخ ثم نهاية فجر التاريخ و بداية التاريخ؟ و للإجابة على هذا السؤال يجدر بنا تسليط الضوء على بعض التعريفات و التوضيحات التي أهتم بها بعض الباحثين.
تعتبر فترة فجر التاريخ من بين المراحل الصعبة في تحديدها الكرونولوجي، و قد ترتب عن ذلك جدال كبير بين عدة باحثين و تضاربت الآراء حول مفهوم هذه الفترة و تحديد بدايتها و نهايتها، و يظهر هذا جليا في الدراسات التي أعدهاSt. Gsell بين سنتي 1901 و 1929، و أعمال M. Reygasse فيما بعد في سنة 1950، ثم أبحاث G. Campsفي سنة 1961، و غيرهم من الباحثين الذين اهتموا بهذه الفترة.
و انصبّت معارف و معطيات هؤلاء الباحثين الخاصة بهذه المرحلة الانتقالية في دراسة المعالم الجنائزية المختلفة الأنواع، و طرق الدفن و دراسة أهم مرفقاتها الجنائزية. و رغم كل ما استخلص من نتائج و تأويلات و استنتاجات عن هذه الفترة، إلا أنها تبقى مبهمة و غامضة في الكثير من جوانبها العلمية، و التأريخية منها على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة في هذا الشأن أن هناك عدة تعريفات توضح تضارب كبير في تحديد مفهوم فترة فجر التاريخ، و قد تنفرد هذه الفترة بطابع خاص بسبب الاختلافات الكبيرة ما بين عصور ما قبل التاريخ و العصور التاريخية القديمة. و من أهم التعريفات التي وردت في المراجع المتخصصة في الآثار، هو تعريف J. Dechelette لفترة فجر التاريخ بأوروبا التي يعتبرها مرحلة انتقالية أو فاصل ما بين ما قبل التاريخ و التاريخ بما يتناسب مع عصري البرونزو الحديد، و زمنيا مع الألفيتينالأخيرتين قبل الميلاد، و يجدر الذكر على أن J. Dechelette يعد أول باحث عرّف هذه الفترة.
أما بالنسبة لبلاد المغرب، فقد استعمل M. Reygasse مصطلح "أسبق" أو "ما قبل الإسلامي بدلا من مصطلح فجر التاريخ ، لكن ماذا يقصد بما قبل الإسلامي؟ يعني هذا المفهوم بكل بساطة سابق لظهور الإسلام، و هذا المفهوم الأخير له معنى محدّد و غير معرّف، فالمقصود أن كل معلم جنائزي بصفة عامة، كان يعتبر لاحقا للعصر الحجري الحديث و سابقا للإسلام.
أما فيما يتعلق بالباحث L. Balout ، فإنه لم يتمكن من تحديد مصطلح فجر التاريخ إلا في سنة 1955 حيث عرفه بالمدخل أو الحجرة الخلفية للتاريخ، لكنه يعكس حالة معارف ضيقة المفهوم في جوانبها المختلفة أكثر ما يحدّد بفترة زمنية. بينما يشير الباحث P. Cintas أنه في غياب النصوص، يمكن اعتبار المراحل البونية منتسبة أكثر إلى فترة فجر التاريخ منها إلى التاريخ، يجب الإشارة أن هذا الاستنتاج انتقد من طرف G. Camps و أعتبر عمله غير علمي و غير مقنع من حيث الاستنتاجات العلمية.
و من أهم التعريفات التي تبدو أكثر وضوحا هي تلك التي يقترحها J. Briardو يعتبر فترة فجر التاريخ علم يشمل مجموعة معارف حول الشعوب التي لم تعرف الكتابة و التي زامنت الحضارات التاريخية الأولى، فهي مرحلة عادية لانتقال الإنسان من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية حيث عرف فيها صناعة المعادن.
و يوضح G. Camps من جهته فترة فجر التاريخ لبلاد المغرب أنها تنفرد بطابع و مميزات خاصة بسبب الاختلافات الكبيرة ما بين عصور ما قبل التاريخ و العصور التاريخية، و يعرّفها كدراسة للأصول البربرية و شكلا لعلم الآثار الريفي.
و فيما يخص علم الآثار الريفي فيعرفه G. Camps على أنه موضوع معاصر أو سابق أو لاحق لحضارة تاريخية ما، و يضيف أنه لا يعرف الكثير عن حياة السكان المحليين من الجانبين الاجتماعي و الاقتصادي قبل و بداية العهد الروماني، و يمضي موضحا أنه لا يستبعد القول لكون الأبحاث في فجر التاريخ سبقت البحث عن ما قبل التاريخ، لكنها لم تحظ بالاهتمام اللازم. لذا فقد ظل فجر التاريخ غامضا في حلقاته المختلفة نظرا لغياب الاختصاصيين بالدرجة الأولى و مناهج البحث غير الملائمة و النقص الكبير للحفريات.
نظرا للمعطيات و النتائجالأثرية التي تمّت ببلاد المغرب عامة و في الجزائر خاصة، يعرّف G. Camps فترة فجر التاريخ بمرحلة المعادن، و هي مرحلة متزامنة مع العهد البوني، و تشكل هذه الفترة بالنسبة إليه عالم البربر القديم اعتمادا على دراسته للفخار.
و حتى يتسنى توضيح مفهوم فجر التاريخ، فإن أسهل الأمور هو من دون شك التذكيرأولا بالتعريف الوارد في القاموس الخاص بآثار ما قبل التاريخ و فجر التاريخ حيث ورد أن مصطلح فجر التاريخ يتعلق بمجموعات ثقافية تحدّدها طبيعة الوثائق للدراسة، و قد يتعلق الأمر إما بشعوب لا تملك كتابة و أخرى معروفة بالروايات المكتوبة أو الشفوية. و في كلتا الحالتين يمكن للدراسة أن تنسّق ما بين الوثائق الأثرية و المصادر النصوصية، و يعني المصطلح بإيجاز مرحلة زمنية انتقالية لكن بصفة غير مدققة. اتفق المختصون أن بداية فجر التاريخ تأتي مع انتهاء عصور ما قبل التاريخ و نهايته مع ظهور الوثيقة المدونة، لكن تبقى بدايته غير واضحة و مدققة و ذلك راجع لنقص الدلائل الأثرية و المعطيات التأريخية. و بالرغم من ذلك يذهب البعض إلى تحديد بداية فجر التاريخ إلى حدود 3000 سنة قبل الميلاد بالنسبة لبلاد المغرب، و تبقى نهاية فترة فجر التاريخ غامضة هي الأخرى. يرجعها بعض المختصين إلى ظهور الوثيقة المدونة و التي تعود إلى حوالي 1500 سنة قبل الميلاد و يرجعها البعض الآخر إلى الدخول الفينيقي و تأسيسهم لأولى مستوطنات أتيك بتونس سنة 1100 قبل الميلاد، و هي تبعد عن البحرالمتوسط بحوالي 20 كلم، ثم تأسيس قرطاجة خلال القرن الثامن قبل الميلاد. و رغم هذه التعريفات المتضاربة الآراء إلا أن هذه الفترة تبقى مبهمة و غير محددة منهجيا و حضاريا.
الخاتمة
لقد أمكن تعريف فترة فجر التاريخ على أنها مرحلة انتقالية برزت فيها ظواهر ثقافية و حضارية مختلفة و متنوعة تتمثل في تنظيم نمط عيش بسيط حيث استخدمت فيه أدوات جديدة مثل الفخار المملّس والأدوات المعدنية، كما عرفت الفن الصخري و الزراعة و المسكن، و ظهور عادات جنائزية جديدة لم تكن معروفة من قبل اختارت هذه الشعوب عادات وممارسات جنائزية لتحضير قبور مختلفة و متنوعة و طرق لدفن موتاهم. و قد ارتبطت هذه المعالم بالمدفن الفردي أو المدفن الجماعي اللذين يمكن اعتبارهما نشاطا لاعتقادات تعبّدية و علاقة وجود بين الأحياء و الأموات، و التي يمكن من خلالها كشف الممارسات و الطقوس الجنائزية.
يمكن استنتاج من خلال ما ذكر سابقا، تعريف بسيط لفترة فجر التاريخ كمرحلة انتقالية برزت فيها ظواهر ثقافية و حضارية مختلفة و متنوعة، تتمثل في تنظيم نمط عيش بسيط حيث استخدمت فيه أدوات جديدة مثل الفخار المملّس والأدوات المعدنية، كما عرفت هذه الفترة الفن الصخري و الزراعة و المسكن و ظهور عادات جنائزية جديدة لم تكن معروفة من قبل، فمن دون شك أن بلاد المغرب عرف فترة فجر التاريخ موالية للعصر الحجري الحديث و سابقة أو معاصرة للوجود البوني، في حين تبقى نهايته مبهمة لعدة أسباب، خاصة النقص الفادح للأبحاث الميدانية الذي يشكّل عائقا كبيرا في تعريف فجر التاريخ.

الهواميش:
(1) يجب الإشارة أن نهاية العصر الحجري الحديث تختلف من منطقة إلى منطقة و من موقع لأخر و حتى من تأثير أو تيار لأخر، لذا يصعب علينا معرفة جيدة لنهاية العصر الحجري الحديث في بلاد المغرب عامة و في الجزائر خاصة.
(2) البونية: هي تمازج العنصر الفينيقي بالنوميدي، ظهر هذا المصطلح لتمييز الفينيقيين المقيمين في الشرق و الفينيقيين المقيمين في الغرب الذين تسموا بالبونيين.
(3) أهم المشاريع السارية المفعول في فترة فجر التاريخ هو مشروع حفريات مقابر وادي مزي بمنطقة الأغواط بجبال العمور في الشمال إضافة إلى مشروع حفريات المعالم الجنائزية بالآهقار في أقصى الجنوب.
(4) Léon L’Africain, 1956.- Description de l’Afrique. Edit. A. Epaulard, t. I, nouvelle édition, trad. A. Epaulard, Paris, pp : 225-226.
(5) Tommasini P., 1882.- Le tumuli de l’Arrondissement de Mascara. B. S.A.P., pp : 543-545.
(6) كان يعمل الدكتور شاو بقنصلية بريطانيا في مدينة الجزائر.
(7) Shaw T., S.D.- Voyage dans la régence d’Alger. Trad. De J.M. Carthy. 2ème édit., Tunis. S.D. p. 85.
(8)Guiyon J. L., 1846.- Note sur des tombeaux d’origine inconnue situés au Ras Aconter entre Alger et Sidi Ferruch.C.r. hebd. de l’Acad. des Sciences, pp : 816-818.
(9) Rozet(Capitaine), 1833. - Voyage dans le royaume d’Alger, Alger, t. I., p. 11.
(10) Feraud. L., 1863 et 1864.- Monuments dits celtiques dans la province de Constantine. R.N.M.S.A.C., Vol. XII, pp : 108-132 et pp : 214-234.
(11) Letourneux A., 1867.- Sur les monuments funéraires de l'Algérie orientale.
Arch. für Anthropologie, t. II, pp. 307-320.
(12) Faidherbe (Général), 1867.- Recherches anthropologiques sur les tombeaux mégalithiques de Rokina. B. A. H., t. IV, pp ; 1-76.
(13) كان يعمل الباحث E. Masqueray أستاذ بثانوية بالجزائر العاصمة فأسندت له مهمات و رحلات استكشافية عديدة في مناطق الأوراس حيث برز من خلال أعماله في الميدان الأثري و الأنتروبولوجي.
(14) Masqueray. E., 1876. - Voyages dans l’aouras, B.S.G., pp : 453-465.
(15) Gsell St., 1929. -Histoire ancienne de l'Afrique du Nord. Edit. Hachette, Paris, t. V, 298 p et t. VI, 302 p.
(16) Gsell St., 1915.- Hérodote. Textes anciens relatifs à l’Afrique du Nord. A. Jourdan, Alger, 253 p.
(17) Camps G., 1961. - Aux origines de la Berbèrie. Monuments et rites funéraires protohistoriques. Edit.A.M.G., Paris, p. 26.
(18) Gsell St.,1900.- Les tumulus de la région de Boghar. B.A.C., pp : 373-375.
(19)Reygasse M., 1950. - Les monuments funéraires préislamiques de l'Afrique du Nord. A.M.G, Paris, 134 p.
(20) Frobenius L., 1916.- « Der Kleinafrikanische grabbau », Praehistorische Zeitschrift , pp : 1-84.
(21) يقصد بمصطلح المعالم الميغاليتية عند الباحثين القدماء تلك المعالم التي استعملت فيها الحجارة الكبيرة بكثرة في بنائها.
(22) CampsG., 1961.- Op. Cit., p. 27.
(23)Ibid., p. 34.
(24) Savary J.P., 1965. - Monuments en pierres sèches du Fadnoun (Tassili-N'Ajjer). Mém. du C.R.A.P.E, n° 6, A.M.G, 72 p.
(25) عزيز طارق ساحد، 1998- المعالم الجنائزية لمنطقة نقاوس، مقبرة سفيان، الحضنة الشرقية، رسالة ماجستير لنيل شهادة الماجستير في علم آثار ما قبل التاريخ، معهد الآثار، جامعة الجزائر.
(26) مصطفى رميلي، 2002- المعالم الجنائزية "فجر التاريخ" بمنطقة أشير، جبال التيطري، رسالة ماجستير لنيل شهادة الماجستير في علم آثار ما قبل التاريخ، معهد الآثار، جامعة الجزائر.
(27) يندرج هذا المشروع البحث في إطار التكوين البيداغوجي لطلبة معهد علم الآثار، تخصص ما قبل التاريخ.
(28) المدفن: هو مكان إيداع بقايا الميت أو عدة أموات، حيث نجد دلائل كافية تسمح للمختص في علم الآثار بأن يتبين في هذا "المستودع" الرغبة في تأدية ممارسة طقس جنائزي.
(29) Arambourg C., Boule M., Vallois H. et Verneau R., 1913. - Les grottes des Beni-Seghouals (Algérie). Arch. de l’I.P.H, Paris, Mém. n° 13, pp : 189-206.
(30) Hachi S., 1996.- Résultats des fouilles récentes d’Afalou bou Rmel (Bédjaia, Algérie). Journée d’étude du C.N.R.P.A.H, Avril1996. pp : 99-118.
(31) Derradji A. et al, 2003.- Algérie, deux millions d’années d’histoire : Les premiers habitants. Exposition dans le cadre de l’Année de l’Algérie en France .Edit. Oscar graphique, Alger, p. 59.
(32) Ferembach D., 1962. - La nécropole épipaléolithique de Taforalt (Maroc orientale). Etude des squelettes humains. Rabat, C.N.R.S, 175 p.
(33) Ben Ncer A., 2004.- Etude de la sépulture ibéromaurusienne 1 d’Ifri n’Baroud (Rif oriental, Maroc). B.M.S A.P., t. 7, pp : 177 -185.
(34)CadenatP., 1955. - Nouvelles fouilles à Columnata. Campagne de 1954-55. Libyca, t. III, pp. 263-285.
(35) Lacombe J.P., 2004.- Anthropologie du Néolithique marocain. La nécropole de Skhiret : Approche chrono - géographique des dysplasies pariétales. B.M.S A.P., t. 7, pp : 155 -162.
(36) معلم جنائزي: هو عبارة عن بناء معماري مشكل من حجارة صغيرة و كبيرة ممزوجة بالتربة و مقام على مدفن أو عدة مدافن.
(37) Maître J.P., 1971- Contribution à la préhistoire de l'Ahaggar. Téfedest centrale, Edit. A.M.G, Paris, Mém. du C.R.A.P.E, n° XVII, p. 75.
(38) باحث بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان و التاريخ و مسؤول مشروع بحث حول المعالم الجنائزية بالآهقار.
(39) Haddouche A., 2004.- Notes sur les monuments funéraires de l’Ahaggar. Annales du M.N.A., n° 13, pp : 5-22.
(40) أهم الحفريات التي أجريت في الجزائر خلال السنوات الأخيرة هي: أشير بعين بوسيف بمنطقة المدية و سفيان بمنطقة نقاوس و وادي مزي بمنطقة الأغواط و منطقة الآهقار بالجنوب الجزائري.
(41) Dechelette J., 1910. - Manuel d'archéologie protohistorique, celtique et gallo-romain. t. II, Edit. Auguste Picard, Paris, p. 2.
(42) Reygasse M., 1950. Op. Cit., 134 p.
(43) Balout L., 1955 . - Préhistoire de l'Afrique du Nord.Essai de chronologie. Edit. A.M.G, Paris, p. 450.
(44) Cintas P., 1961. - Eléments d'étude pour une protohistoire de la Tunisie. Publ. de l’Université de Tunis, Edit. P.U.F, Paris, 170 p.
(45) Camps G., 1961.- Op. Cit. 38.
(46) BriardJ., 1991. – La protohistoire de Bretagne et d’Armorique. Edit. Errance, coll. Hespérides, Paris, pp : 7-9.
(47) يجب الإشارة أندراسات الآثار الريفية في الجزائر لم تحظ بأهمية كبيرة بل ينعدم البحث فيها.
(48) CampsG., 1960.- Aux origines de la berbèrie. Massinissa ou les débuts de l'histoire. Libyca, Archéologie- épigraphie, t. VIII, p. 8.
(49) Camps G., 1961.- Op. Cit., p. 342.
(50) Leroi-Gourhan A., 1988. - Dictionnaire de la préhistoire. Edit. P.U.F, Paris, p. 868.
(51) Camps G., 1960.- Op. Cit., pp: 159-160





هناك 11 تعليقًا:

  1. السلام عليكم أريد معلومات خاصة بمدافن الاجدار التاريخية بمدينت تيارت وشكرا

    ردحذف
  2. السلام عليكم انا ابحث عن مواقع تعود لفترة فجر التاريخ لم تحظى بدراسة اكاديمية بع وشكرا

    ردحذف
    الردود
    1. انا طالب ماستر 2 اثار مغرب قديم عثرت على موقع يعود الى فترة فجر التاريخ عبارة على معالم جنائزية وانا بصدد تحضير لمذكرة التخرج لهذا العام وقبل الموضوع

      حذف
  3. السلام عليكم :اريد معلومات أكثر عن قشور بيض النعام التى وجدت فى الحفريات مثل شكلها عباره عن ايه ؟ وكانت بتمثل ايه لديهم من حيث الفكر والمعتقدات ؟ شكراااااا .

    ردحذف
  4. ممكن ان تراسلوني عبر الايميل من فضلكم

    ردحذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    لك كل الشكر أستاذ على المعلومات القيمة ولكن بودي معرفة أمر واحد ، هل تم نشر مقالك بمجلة محكمة أو على شكل تقرير كي أعتمده بالدكتوراه(الخاص بفترة 1992/2007)
    وشكرا جزيلا
    (إن أمكن أستاذ البريد الالكتروني الخاص بك)

    ردحذف
    الردود
    1. لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
      لك كل الشكر أستاذ على المعلومات القيمة ولكن بودي معرفة أمر واحد ، هل تم نشر مقالك بمجلة محكمة أو على شكل تقرير كي أعتمده بالدكتوراه(الخاص بفترة 1992/2007)
      وشكرا جزيلا
      (إن أمكن أستاذ البريد الالكتروني الخاص بك)
      رد

      حذف
  6. شكرا جزيلا لك يا استاذ فقط انا اريدتاريخ نهاية فجر التاريخ
    و شكرا على كل حال

    ردحذف
  7. رجاء الاتصال بي tiout2@gmail.com

    ردحذف
  8. عثر على عدد هائل من القبور الجنائزية المتركزة في اعالي قمم الجبال والمقابلة لشروق الشمس
    لكن اضن انها رومانية ولا تعود لفجر التاريخ والسبب هو الفخار الموجود في المنطقة وبعض الاثار الرومانية
    فمثلا توجد اثار قلعة رومانية وبجوارها موجودة هذه القبور الجنائزية فلا يمكن ان تكون من فجر التاريخ

    ردحذف
  9. يبدو ان كل كلامك هو مجرد وصف لما كان من حفريات سابقة
    السؤال المطروح فترة فجر التاريخ في شمال افريقيا متى بدأت ؟

    ردحذف