حماية الحياة البرية والحيوانات المهددة بالانقراض، هدف تلاقت عليه إرادة الإماراتيين والجزائريين على حد سواء .
وفي هذا السياق، حققت مشاريع الحكومة الجزائرية الخاصة بحماية التراث النباتي والحيواني تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، بإعلان المزيد من المناطق المحمية التي كانت فيها الحيوانات البرية مهددة بالانقراض سواء في الصحراء أو في المناطق الساحلية.
وصدقت هيئات الدولة المختلفة على عدد من القوانين لحماية الحياة البرية ومنع التعدي على المناطق المحمية. كما أطلقت جمعيات حماية البيئة مبادرات كثيرة منها ما يجري بالشراكة مع هيئات دولية مهتمة بحماية عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل فهد الطاسيلي وأنواع من الغزال الصحراوي، والضبع بنوعيه المخطط والمنقط، والنسر الملكي والذهبي، في منطقة القبائل وغيرها. ويساهم إماراتيون في هذا الشأن بالشروع في بناء مركز كبير بولاية النعامة جنوب غرب الجزائر لتكاثر طير الحبارى الذي تعرض في السنوات الأخيرة لصيد جنوني قربه من الانقراض.
وفي الأيام الأخيرة شرعت ولاية غرداية في تنفيذ مشروع ضخم في شكل محطة جهوية لتكاثر ظباء الصحراء والساحل أو الريم كما تسمى محليا بمنطقة العرق الشرقي على نحو 900 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر.
وأكدت محافظة الغابات لولاية غرداية أن المشروع خصصت له ميزانية أولية بخمسين مليون دينار جزائري ضمن ميزانية تطوير المناطق الجنوبية . ويرمي المشروع إلى حماية الريم وتوفير شروط تكاثره في محمية تمتد على مساحة واسعة بالوسط الطبيعي الذي اعتاد عليه تتخللها الوديان والكثبان والمناطق الصخرية.
وسيتوجه العمل لتحقيق المراد من المشروع في اتجاهين متكاملين أولهما توفير الجوانب المادية والصحية والتقنية الملائمة لضمان زيادة القطعان، وإسناد ذلك بحملة إعلامية في أوساط المواطنين لوقف تدهور الوسط المادي والبيولوجي للظبي والصيد العشوائي غير الشرعي.
وثانيهما جلب أنواع أخرى من الغزلان الصحراوية العربية وجمعها في حظيرة خاصة بمساحة تفوق 200 هكتار لمساعدتها على التكاثر التدريجي، وقد بدأت تربية بعض الغزلان الصغيرة منذ شهور وتحظى برعاية من عمال وأخصائيين يسهرون عليها ويعدونها لإطلاقها في البرية مجددا.
وقال محمد البشير وهو متخصص في ميدان الغابات بأن الظبي في الجزائر تعرض لما يشبه الابادة في السنوات الأخيرة بسبب نقص الرقابة من هيئات الدولة لانشغالها بالوضع الأمني. وأكد أن مئات من الصيادين الأجانب يقصدون الصحراء الجزائرية للصيد بتواطؤ مع جزائريين يحصلون بالمقابل على الأموال.
وقال إن قانون أغسطس 2006 يمنع الصيد خارج الأماكن والأوقات المحددة ويمنع دخول المحميات بأية صفة ما لم يكن الزائر مرفقا بدليل مرخص له من الهيئات المختصة لكن تطبيق ذلك القانون يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جدا لأن المساحة المطلوب مراقبتها شاسعة والصيادون غير الشرعيين اكتسبوا خبرة وصاروا في مستوى دهاء المهربين عبر الحدود.
سألت «البيان» عبد العزيز غومير الخبير المختص في مجال البيئة والحياة البرية عن جدوى إقامة محمية من هذا النوع ومدى مساهمتها في إعادة جنوب الجزائر إلى سابق عهده الغني بقطعان من الغزلان تعد بالآلاف، فقال«من الممكن أن يؤدي المشروع إلى تدارك الموقف وتجاوز الخطر الذي يتهدد غزال الريم بعدما كان- لسنوات- هدفا للصيادين .
وأكد أن تعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقطعان يحتاج إلى وقت ، حيث تضع أنثى الغزال مولودا واحدا بعد حمل يدوم بين 160 و 180 يوما، نسبة منها تضيع بسبب تدهور الوسط البيئي أو لافتراسها من قبل الحيوانات المتوحشة خاصة الضباع والذئاب التي تقاسمها مجالها».
ونقلت تقارير صحافية عن مسؤولين وشهود في المنطقة، أن دوريات الدرك الوطني تكفلت بمتابعة تطبيق القانون بخصوص المحميات الطبيعية خاصة تلك التي يمنع فيها الصيد ، حيث ضبطت في المدة الأخيرة عددا من المتورطين في الصيد غير الشرعي بينهم أجانب وقدمتهم أمام العدالة، بعدما عثرت لديهم على غزلان مذبوحة يمنع القانون صيدها.
وقبل حظيرة غرداية هذه، أنشأت الهيئات المعنية بالطبيعة المتوحشة حظائر جديدة ووسعت أخرى، ونشرت في المدة الأخيرة أكثر من عشرين رأس الأيل البربري، وهو نوع من غزلان الجبال كبيرة الحجم، بمرتفعات أكفادو في منطقة القبائل بعد ما انقرض منها منذ عقود.
مراد الطرابلسي
.
بارك الله فيك أخي معلومات جد قيمة
ردحذفالسلام عليكم،بارك الله فيكم على هذه المعلومات القيمة و الموقع يوضح الوجه الثري لولاية النعامة من خلال أنواع الكائنات الحية التي ذكرتوها و المناطق السياحية
ردحذف)
السلام عليكم أخي
ردحذفشكرا لك أخي على هذه المعلومات صارت بلادنا ككل كغابة مفتوحة للصيادين اجانب ومحليين شرعيين و غير شرعيين يفعلون مايحلو لهم حتى صارت بلادنا من أفقر الدول من حيث الثروة الحيوانية الحمدالله ان الدولة بدأت تتحرك حتى وان تاخر الوقت قليلا لكن كما يقال اليوم وليس غدا
mercii bk
ردحذف