تشتمل بلدية تيوت على قصر قديم تجاوز عمره التسعة قرون، وهو إرث حضاري وتاريخي هام للمنطقة و لكل الباحثين والمختصين• وتبقى المقبرة العتيقة في هذه المنطقة جانبا مهما في حياة إنسان عصور ما قبل التاريخ• ويعتقد المؤرخون أنها للأحلاف، الذين قدموا من تلمسان واستوطنوا بواحة تيوت، منذ حوالي سنة 2500، قبل الميلاد• واللافت للإنتباه في هذه المقبرة طول القبر، الذي يصل إلى حوالي الثلاثة أمتار؛ وهي الخاصية التي ميزت قامة هؤلاء البشر في تلك الحقبة الزمنية التي مازالت تخلدها مآثرها وأطلالها الضاربة في عمق التاريخ•
وبتواجد هذه المواقع السياحية ذات الموروث الطبيعي والأثري والحفري، صنفت بلدية تيوت منطقة رطبة، ذات طابع سياحي• وقد إستفادت الواحة من برنامج ثري سطرته وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، بالتنسيق مع المجموعة الأوروبية 21، لإعداد دراسة شاملة خاصة بإعادة الإعتبار لهذه الواحة• وقد تم رصد مبلغ 800 أورو لهذه العملية، التي أسندت لمكتب دراسات بتلمسان• كما استفادت من مشروع ثان من مؤسسة بترولية أسترالية، بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية ''الرياض'' المهتمة بقطاع السياحة، على أن يتم فتح الأظرفة، خلال الأيام القليلة المقبلة لإختيار المؤسسة، التي ستشرف على أشغال الإنجاز لمختلف العمليات المبرمجة•
ولاشك أن انطلاق أشغال هذه المشاريع وتجسيدها ميدانيا سيفتح آفاق جديدة أمام سكان المنطقة وشبابها، بما ستمتصه من بطالة وما توفره من مناصب شغل دائمة، زيادة عن فك العزلة وتحريك النشاط الإجتماعي وإحياء الصناعة التقليدية وإنعاش الحركة الإقتصادية، التي مازالت تقتصر على نشاط تربية الماشية وقليلا من الإنتاج الفلاحي• ولتأكيد هذا الإقلاع وفك الغبن عن المواطنين، تبقى بلدية تيوت في حاجة إلى مستثمرين قادرين على استغلال إمكانيات القطاع السياحي وترقيته، لتوفير الفضاء الأنسب لاستقبال وفود السياح الأجانب، الذين يتدفقون على المنطقة خلال كل صائفة، إلى جانب الطلبة الجامعيين والباحثين في الجيولوجيا وعلم التاريخ• وأهمّ ما يميز الجانب الثقافي في بلدية تيوت، ما تقوم بإنجازه كل من جمعية تيطاوين وآغرم القديم وجمعية إيزر و جمعية أصدقاء تيوت ، التي تهتم بكل طبوع وأنواع الثقافة والسياحة والبيئة، فضلا عن جمعية الفروسية التي تحمل اسم الشهيد ''نبو محمد''، والتي تضم 14 فارسا، تم اختيارها من بين أحسن الجمعيات الناشطة على مستوى الجهة الغربية، بفعل مشاركتها المتكررة في أغلب المهرجانات الجهوية والوطنية، تهتم بتربية الخيول وألعاب الفروسية، منذ تاريخ تأسيسها في سنة 1987 من طرف المرحوم''نبو أحمد بن يوسف'' الرئيس السابق لبلدية تيوت• وبعد وفاته عادت رئاستها لإبنه المجدوب، الرئيس الحالي للبلدية، والفائز بعضوية مجلس الأمة .
ويبقى إنشغال المواطنين و الجماعات المحلية بالبلدية ، على حد سواء، تدعيم البلدية بمرافق تربوية جديدة خاصة الإكمالية وتفعيل النقل المدرسي لطلبة التعليم الثانوي، الذين يلتحقون يوميا بمدينة العين الصفراء، على مسافة 15 كيلومتر، فضلا عن تحسين الأداء العلاجي بقاعة العلاج والمركز الصحي، الذي ما يزال في حاجة إلى تأطير نسائي، قصد التكفل الواسع بالأمهات وتوفير التغطية العلاجية اللائقة للسكان .
عقون أحمد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق